الجريمة المرعبة التي وقعت اليوم بدار المسنين في عدن لا علاقة لها بالإرهاب الديني والجماعات الجهادية.
نعم في الاسلام محفزات ارهابية تشرعن للقتل، و لكن ليس كهذا الارهاب الذي يفتك في عدن.
هذه الجريمة هي من ممارسات ارهاب اخر ابعد وابشع من ارهاب الجماعات الدينية، انه ارهاب المشروع السعودي في اليمن و في الجنوب خصوصا، و الذي تمارسه وتنفذه الادوات الحقيرة التابعة للرياض وفق مقتضيات و لوازم منظومة التوحش وادارته.
ان هذا التوحش ليس مقصودا لذاته و انما يمارس بهذه الكيفية في سياق متكامل و غايات ابعد كونه اهم الوسائل التي تنال من وحدة الشعور المجتمعي و ذهنياته، و تعمل على سحق كينونته الروحية و قواسمه المشتركة على كل الاصعدة النفسية و الوطنية و القومية و الانسانية، و توطن الهوان النفسي المذعور الموصل الى عدمية المجتمع و الغاء مكنات مقاومته.
هذه هي النتيجة التي يتغيأها هذا التوحش ومديريه في الرياض، والتي مع تحققها يستطيع المتوحشون تقسيم المجتمع اليمني و اعادة هيكلة بناه السياسية وفق اشتهاءهم..
جريمة اليوم في عدن .. هي عمليه متقدمة لاختبار و جس نبض الروح اليمنية .. و معرفة هل لا زالت هذه الروح تنبض بيمنيتها ام بلغت سكرات الموت.
ان انذال الرياض يدركون تماما ان تنفيذ مشروعهم التقسيمي للدولة اليمنية و مجتمعها التاريخي لن يتم الا بعد قتل الروح اليمنية و النيل من محفزاتها الوطنية تماما، لذلك فهي اجرت اليوم عملية اختبارية لاستنتاج ذلك.